لاريجاني يكشف عما طلبه قائد الثورة منه مؤخرا واتصاله بسماحته أيام الحرب
أجرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني مقابلة مع موقع khamenei.ir تطرق فيها الى قضايا مختلفة.
إيصال نيوز/ وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية قال علي لاريجاني : تؤتي المفاوضات ثمارها عندما يدرك الطرف الآخر الحرب ليست حالة خاصة، ويريد، على سبيل المثال، حل المشكلات من خلال المفاوضات؛ أما إذا أراد استخدام المفاوضات ذريعةً لعملية أخرى، فهذه ليست مفاوضات صحيحة.
وأضاف: في هذا السياق، شرطنا هو إجراء مفاوضات حقيقية. إذا كنتم تريدون الحرب، فانطلقوا، ومتى ندمتم، تعالوا للتفاوض. هؤلاء يكذبون بأننا يجب أن نضغط على إيران للاستسلام..في هذه الحرب، أدركوا أن "الإيرانيين لن يستسلموا"؛ شرط إجراء مفاوضات حقيقية هو أن يفهموا ذلك.
وأضاف: الحديث عن الضغط على إيران لإجبارها على الاستسلام مجرد كلام فارغ فإيران لن تستسلم .. احتمال الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية NPT بالنسبة لنا وارد دائما، فالحقيقة هي أن معاهدة عدم الانتشار لم تفدنا بأي شيء.
لاريجاني لأمريكا وإسرائيل: إذا ضعفت "جبهة المقاومة"، فلماذا كل هذا التخطيط ضدها؟
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: المقاومة تُصنع بسب سلوك الأعداء، وكلما زادوا الضغط، تعمقت المقاومة. وأضاف: قتلتم الناس في غزة، وجوعتم الناس، واستشهدوا، لكنكم لم تتمكنوا من القضاء على حماس. لماذا لم تُقضوا عليها؟ لأنكم عندما تقتلون الناس، لديهم عائلات وشباب؛ أنتم تضعونهم في موقف يُجبرهم على مواجهتكم.
وخاطب امريكا واسرائيل متسائلا: متى ظهر حزب الله؟ ظهر حزب الله عندما جاءت إسرائيل واستولت على بيروت بالكامل..وحدث نفس الوضع في العراق؛ عندما جاء الأمريكيون واحتلوا العراق، نشأت حركات المقاومة؛ لأنكم احتلتم الشعب وقمعتموه....
يجب الا تتخلى إيران أبدًا عن الدبلوماسية.. المهم هو متى وكيف نستخدمها
وفي جانب آخر من مقابلته، تابع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: نصيحتي دائمًا هي ألا تتخلى إيران أبدًا عن الدبلوماسية، لأنها بحد ذاتها أداة، حيث قال قائد الثورة ذات مرة: "احملوا راية التفاوض دائمًا". وهذا صحيح تمامًا. في الواقع، الدبلوماسية جزء من عمل الحكومة، وليس من المنطقي التخلي عنها. المهم هو متى وكيف نستخدمها.
ولفت الى انه إذا حوّل العدو ساحة الدبلوماسية إلى مسرحية استعراضية، فلن تثمر هذه الدبلوماسية شيئًا..أو إذا كانت نيته استخدام الدبلوماسية لتبرير مهمة أخرى، فمن الواضح أن هذه الدبلوماسية لم تُعتبر دبلوماسية، بل لم يكن يريد استخدامها، ولكن إذا كانت الدبلوماسية تهدف إلى عدم استغلالنا للحرب، والآن نريد السلام، فهذا هو مكان الدبلوماسية، وهذه هي الدبلوماسية الحقيقية.
وصرح لاريجاني: لا أرى الوضع بهذه الطريقة الآن؛ أعني، أعتقد أن دبلوماسيتهم هي دبلوماسية لإيجاد ذريعة؛ ولكن في الوقت نفسه، لا ينبغي أن نقول إننا نقطع الدبلوماسية..ما هي شروط التفاوض ومتى يُثمر؟ يُثمر التفاوض عندما يُدرك الطرف الآخر أن الحرب ليست مسألة خاصة، ويريد، على سبيل المثال، حل المشكلات من خلال التفاوض؛ أما إذا أراد استخدام التفاوض ذريعةً لعملية أخرى، فهذه ليست تفاوضًا صحيحًا.
وأكد: لذلك، في هذا السياق، شرطنا هو إجراء مفاوضات حقيقية. إذا كنتم تريدون الحرب، فانطلقوا، ومتى ندمتم، فعودو إلى المفاوضات؛ ولكن إذا توصلتم حقًا إلى استنتاج مفاده أنه لا يُمكنكم استسلام هذه الأمة العنيدة والمقاومَة بالحرب - هذه الكلمات السخيفة التي يجب علينا بالتأكيد الضغط على إيران للاستسلام، وهو ما استجابت له القيادة أيضًا، وأدركت في هذه الحرب أن "الإيرانيين لن يستسلموا"؛ شرط إجراء مفاوضات حقيقية هو أن تفهموا هذا.
طلب قائد الثورة الرئيسي بعد تولي منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي
قال لاريجاني: في أول اجتماع لنا بعد تولي هذه المسؤولية، كان طلب سماحته الرئيسي هو بذل قصارى جهدنا لضمان حماية المصالح الوطنية للبلاد جيدًا وتحقيق الأمن المستدام.يرى أن هذا العمل يجب أن يُتابع بمثابرة وثبات وحزم. وهو على نفس النهج، وخلال هذه الفترة من الحرب، لم أرَ لديه أدنى شك في مساره.
خلال الحرب الأخيرة، كنت على اتصال بقائد الثورة
صرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: عقدنا اجتماعات، وكنا نرسل لسماحته آراءنا باستمرار، ووصلتنا ملاحظاته وكانت واضحة تمامًا؛ الآن، أصبح تواصلنا أكثر بعد الحرب ويسير قائد الثورة في طريقه بثقة كبيرة، وسلوكه يشبه إلى حد كبير سلوك الإمام الخميني(رض). عندما كان الإمام في باريس، زاره الشهيد الراحل مطهري ذات مرة وخدمه لبضعة أيام.
وأضاف لاريجاني: عند عودته، ذهبت أنا وعلي مطهري إلى المطار معًا لاستقباله. في الطريق، سألناه عن رأيه في الإمام، فقال إني رأيته مؤمنًا بالطريق، مؤمنًا بالشعب، مؤمنًا بالله، متوكلًا على الله..ذكر ذلك لاحقًا في كتابٍ تضمن أربع آمينات: آمين للهدف، آمين للطريق، آمين للأمة، وآمين لله.
وتابع: في هذه الأمور، رأيتُ أيضًا مثل هذه الحالة لدى سماحة آية الله الخامنئي؛ أي أن خطواته واثقةٌ تمامًا، وهذه من سمات القادة الذين يسيرون على النهج الإلهي ويسعون لتحقيق الهدف.