plusresetminus
تاريخ النشرFriday 5 March 2021 - 16:36
رقم : 15256

البابا فرنسيس يصل قصر بغداد ويلتقى الرئيس العراقي برهم صالح

البابا يدعو من بغداد للتصدي لآفة الفساد ويؤكد تشجيعه للخطوات الإصلاحية
رئيس الجمهورية خلال حفل الاستقبال الرسمي لقداسة البابا فرنسيس في قصر بغداد، يدعو إلى متابعة مبادرة لتأسيس "بيت إبراهيم للحوار الديني".
البابا فرنسيس يصل قصر بغداد ويلتقى الرئيس العراقي برهم صالح
إیصال نیوز/ وقال البابا، خلال كلمة له في حفل الاستقبال الرسمي لقداسته في قصر بغداد، وتابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): "أوجه الشكر لرئيس الجمهورية برهم صالح على دعوته لي لزيارة العراق، وإني ممتن لإتاحة الفرصة لي لان أقوم بهذه الزيارة، التي طال انتظارها الى هذه الأرض، مهد الحضارة، والمرتبطة ارتباطا وثيقا، من خلال النبي إبراهيم والعديد من الأنبياء".

واضاف انه" جاء الى العراق حاجاً، فهو مهد الحضارة"، مبينا ان" العراق خلال العقود الماضية عانى من آفة الحروب والإرهاب و كل ذلك جلب الموت والدمار للعراق والأضرار أكثر عمقاً في قلوب المواطنين".

وأشار إلى أنه" على مدى العقود الماضية، عانى العراق من كوارث الحروب وآفة الإرهاب، ومن صراعات جلبت الموت والدمار، ولا يسعني إلا أن أذكر الإيزيديين، الضحايا الأبرياء للهجمة عديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر".

ودعا البابا، المجتمع الدولي إلى ان يقوم بدور حاسم في تعزيز السلام في العراق وكل الشرق الأوسط، مشيرا الى ان" التحديات المتزايدة تدعو الأسرة البشرية بأكملها في التعاون على نطاق عالمي لمواجهة عدم المساواة في مجال الاقتصاد، والتوترات الإقليمية التي تهدد استقرار هذه البلدان".

وبيّن ان" التعايش الأخوي يحتاج إلى حوار صادق"، لافتا الى ان" التنوع الديني ميز العراق منذ آلاف السنين"، موضحاً أن "المجتمع الذي يحمل سمة الوحدة الأخوية هو مجتمع يعيش فيه أبناؤه في تضامن وأفكر بالذين فقدوا أحباءهم بسبب الإرهاب".

وأكد البابا انه" يضم صوته إلى صوت أصحاب النوايا الحسنة لبناء المجتمع"، مبينا انه" لا يكفي إعادة البناء وحده بل من الضروري إجادة إعادة البناء".

ولفت إلى أن "السياسيين مدعوون للتصدي لآفة الفساد واستغلال السلطة"، مؤكد تأييده الخطوات الإصلاحية المتخذة في العراق"، مؤكدا أنه "جاء الى العراق حاجاً يحمل السلام باسم السيد المسيح أمير السلام".

واكد البابا:" صلينا لسنوات من أجل سلامة العراق"، فيما اشار الى انه" كفى عنفاً وتطرفاً وعدم تسامح"، مبينا ان" للمجتمع الدولي دور حاسم في تعزيز السلام في أرض العراق والشرق الأوسط".

وشدد البابا الى ضرورة أن نتصدى للتوترات الإقليمية التي تعرض البلدان للخطر"، لافتا الى ان "تلبية الاحتياجات الأساسية للكثير من الإخوان تجلب السلام الدائم".

وتابع ان" الديانة يجب أن تكون بخدمة السلام والإخوّة"، مؤكدا ان" اسم الله يدعونا لنشر المحبة والسلام".

* کلمة الرئیس برهم صالح
ودعا رئيس الجمهورية برهم صالح، اليوم الجمعة، إلى متابعة مبادرة لتأسيس "بيت إبراهيم للحوار الديني" يضم مندوبين عن الفاتيكان والنجفِ والأزهر والزيتونة المراكز الدينية الكبرى في العالم.

وقال صالح في كلمة له، خلال حفل الاستقبال الرسمي لقداسة البابا فرنسيس في قصر بغداد: إن"زيارة قداسة البابا للعراق، رغم الظروف الاستثنائية في العالم بسبب وباء كورونا، ورغم ظروف البلد الصعبة، تضاعف قيمة الزيارة في وجدان العراقيين".

وأضاف: رغم عواصفِ العنف والاستبداد والشمولية التي اجتاحت البلد، تفخر أطياف العراق المتنوعة في أنهم عاشوا متجاورين ومتآخين في المدينة الواحدة.

وأشار إلى أن " العراقيين يعتزون بأنهم حُماة الكنائس، فبعد اعتداءِ الإرهابيين على كنيسةِ سيدةِ النجاة، هبَّ الشبانُ المسلمون جنباً إلى جنب مع إخوتِهم الشبانِ المسيحيين، وكذلك مشهد الجنود العراقيون، وهم يحملون الصليبَ على أكتافِهم ليعيدوه إلى حيثُ مكانِه المقدس في الكنيسة بعد تحريرِ الموصل من الإرهابيين.

وأوضح أنه "للأسف، يعيش عالمنا اليوم في زمنِ التقاطعات والاستقطابات، وتفقد أجزاء واسعة منه وخصوصاً في الشرق الاوسط، قابليات التعدد والتنوع والقبول بالرأي الآخر، بسبب الإرهاب والتحريض على العنف وخطاب الكراهية.

وبين أنه "لابد من مواصلةِ العملِ لمكافحة الفكرِ المتطرف واستئصال جذورِ الإرهاب، ودعم التعايش وعنصرِ التنوع، وتحويلِه الى عنصرِ قوة وتماسك، اذ أن ترسيخَ هذه المفاهيم اضحى مطلباً ملّحا للغاية في عالمِنا اليوم، وهو أفضلُ هِبة نمنحها لمُستقبل اجيالِنا القادمة.

وأردف قائلاً: لأكثر من عقدين كان العراقيون ضحية حروب عبثية وسياسات قمع لم يعرف لها التاريخ مثيلاً، جرى خلالها إعدامُ واغتيال وتغييب مصائر مئاتِ آلافِ العراقيين من جميعِ الانتماءات، واستخدامُ الدكتاتوريةِ للأسلحةِ الكيمياوية في حلبجة، وما رافقها من حملاتِ الإبادة في الانفالِ فی کردستان والمقابرِ الجماعية في مدنِ الجنوبِ والوسط، وما حصل من تجفيفٍ للأهوار وتدميرٍ رهيبٍ للبيئة.

ولفت إلى أن "العراق عاش خلال العقدين الماضيين أكبر حرب ضد الإرهاب دُمرت فيها مدن وتهجرت عوائلُها وسُبيت فيها نساء، وهدمت كنائس وأُحرقت حقول ونُهبت آثار ثمينة، وارتُكبت أبشع الانتهاكات بحقّ الايزيديات والتركمانیات، وأفظع المجازر في سنجار وسبايكر.

وتابع: لا تزال امامنا تحديات جِسام في تحقيقِ مطلب مواطنينا في إصلاح بنيوي لمنظومة الحكم، والنهوضِ للبناء وترسيخ وتوفير فرص العمل لشبابنا وتأكيد الأمن والحريات وتعزيز سيادةِ البلد".

وأكد أنه "في منطقتِنا هناك بلدان تخسر الدماءَ والبناء، وهناك من يخسر الأموال، الكلّ خاسر في هذه الفوضى السوداء ولا حل إلا في الحوارِ والتعاون من أجلِ الأمنِ المشترك وحقوقِ مواطنينا.

وشدد على أنه "يجب ان يكون العراق ساحة للتوافق، وجسراً للتواصلِ والتعاونِ بين دول المنطقة، لا ساحةً للصراعِ والتناحر، وأن يكون مستقلاً ذا سيادة كاملة غيرِ منقوصة، وركناً أساسياً من أركان منظومة إقليمية، قائمة على أساس احترام السيادة وحقوق الانسان والتعاون الاقتصادي.

وكمل ان "مسيحيي العراق، ومسيحيي الشرق أهل هذه الأرض وملحَها، وقفوا جنباً إلى جنباً مع إخوانِهم من كلِّ الطوائف لمواجهةِ شتى التحديات، وكانت إسهاماتُهم التاريخية والحضارية والنضالية بليغةَ الأثر وعميقةَ الجذور، وانصهرت في بناءِ مجتمعاتِنا، وانتجت تلك العادات والتقاليد والقيمِ الشرقية الاصيلة.

وأضاف: لقد تعرّض مسيحيو الشرق خلال الفتراتِ الماضية لأزمات مختلفة، عملت على تحجيم وجودِهم، والدفعِ بهم إلى الهجرة، وبلا شك، فإن استمرار هجرة المسيحيين من بلدان المنطقة ستكون له عواقب وخيمة على قيم التعددية والتسامح، بل وأيضاً على قدرةِ شعوب المنطقة نفسِها في العيشِ المشترك. فلا يمكن تصور الشرق بلا المسيحيين.

وأشار إلى أن "ظروفُ الحياة تحت تهديد وباء كورونا أكدت أن العالم بحاجة إلى السلام والتكاتف معاً، والابتعادِ عن الاستقطاباتِ والتقاطعات المختلفة، لتسخير الإمكانات الجماعية لصالح التقدّمِ بما يخدم الحياةَ والإنسان.

ولفت إلى أن "وجود قداسة البابا في العراق فرصة تاريخية لجعلِها مناسبة لإعادةِ التأكيد على قيمِ المحبة والسلام والعيشِ المشترك وقبولِ الآخر ودعمِ التنوع الذي تنعمُ به بلدانُنا، فهذه القيمُ الإنسانية قابلة للتعاون والعمل المشترك على تحقيقها.

وأكد أن "العراق يستحق الأفضل، والعراقيون لا يمكن ان يقبلوا بأن يُمارس الارهاب والتطرف باسم الدين، ويستحق العراقيون أكثرَ مما هم عليه الان، بخيراته وموقعه المتميز يمكّنهُ ليكونَ محطةَ أمنٍ واستقرار وسلام، والمنطقة تستحق وضعاً أفضل بكثير.
وأختتم أنه "بمناسبةِ زيارة قداسة البابا، نتمنى أن تتم متابعة مبادرة لتأسيسِ (بيت إبراهيم للحوار الديني)، بإشراف مندوبين من الفاتيكان والنجف والأزهر والزيتونة والمراكزِ الدينية الكبرى.

انتهی/*
1
مصدر : واع العراقیة
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني