أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود بزشكيان خلال زيارته إلى أرمينيا، ان التعاون بين ايران وارمينيا ستيوسع في ظل الصداقة بين البلدين، وصرح على ضرورة تطوير العلاقات أولا مع الجيران والدول القريبة، ثم مع جميع دول العالم؛ معتبرا أن التقدم الحقيقي يتحقق عبر تبادل الخبرات والقدرات والإنجازات مع الآخرين.
إيصال نيوز/ في إطار المرحلة الأولى من زيارته إلى أرمينيا، عقد الرئيس مسعود بزشكيان عصر الاثنين اجتماعا مع خبراء الشؤون الإيرانية الأرمن. وبعد استماعه إلى عدد منهم يتحدثون عن التقارب الثقافي والقواسم المشتركة الحضارية بين البلدين، أعرب رئيس الجمهورية عن سروره بحضوره هذا اللقاء.
وأشار إلى قراءة قصيدة سعدي الشهيرة في هذا اللقاء، قائلاً: "إذا جعلنا قصيدة "أبناء آدم كالجسد الواحد ..." أساسا لتفكيرنا وأفعالنا، فسوف تُحل مشاكل كثيرة".
ولفت پزشکیان إلى شعبية المواطنين الأرمن وبشكل عام الأرمن في المجتمع الإيراني، مؤكدا: "في قصائد الشعراء الفرس الكبار، كان هناك دائما إشارة إلى نقاء النفس واستقامة المواطنين الأرمن وتمجيد ذلك، وما زال الأرمن حتى اليوم يحظون بمكانة عزيزة جدا في المجتمع الإيراني."
وأكد أن جميع الأنبياء والأديان سعوا، ولا يزالون، إلى دعوة البشر إلى الصدق والإيثار والرفق بإخوانهم البشر، وقال: "إن أي فكر أو سلوك يُثير الغضب والكآبة والحرب هو من رحم الشيطان ودليل على كفر البشر. كل من يحمل في قلبه ذرة من الإنسانية، بغض النظر عن دينه أو معتقده، لا يمكنه أن يتسبب في معاناة الآخرين وألمهم أو أن يتجاهل ذلك".
وأشار رئيس الجمهورية الايرانية إلى أن الأرض صغيرة جدا مقارنة بعظمة الوجود، وأن حياتنا فرصة قصيرة للعيش في هذا العالم، وأضاف: "لم يُخلق البشر ليُسببوا المعاناة والألم لإخوانهم البشر على هذه الأرض، ثم يدّعون حينها أنهم مدافعون عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان".
وقال : "نشهد اليوم أناسا يقطعون الطريق أمام الماء والدواء والغذاء عن أهل غزة الأبرياء والعزل، ويقصفونهم ليلا نهارا. وبينما يدافع آخرون عن هذا العمل، بل ويدعمون مؤسسيه بإرسال الأسلحة والمعدات، يدّعون أيضًا أنهم يدافعون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية".
وتطرق الرئيس الإيراني الى المأساة الانسانية في غزة وتساءل، كيف يمكن لإنسان أن يشهد موت طفل من الجوع والعطش والمعاناة، وأضاف: "لم يُخلق الإنسان والأرض لمثل هذه الحياة الملوثة بالجريمة والقتل".
وأشار رئيس الجمهورية مجددا إلى آلاف السنين من علاقات الجوار بين الشعبين الإيراني والأرمني، وقال: "قد ينسى المرء الكثير ممن التقى بهم في الماضي البعيد، لكنه لن ينسى أبداً من نال منه الخير والمودة. لم يرَ الشعبان الإيراني والأرمني من بعضهما البعض إلا الخير واللطف والمودة والصداقة".
وقال : "يمكن للشعبين الإيراني والأرمني تطوير وتنويع علاقاتهما وتعاونهما في ظل الصداقة والقواسم الثقافية والتاريخية والحضارية العميقة. لقد جئنا إلى هنا لتعميق وتعزيز التفاعلات بين البلدين، وقد سررنا وسعدناللغاية بتعبيركم عن حبكم لإيران بلهجتكم العذبة وباللغة الفارسية". وأنا على يقين من أن هذه النظرة الجميلة والودية يمكن أن تساعد في توسيع العلاقات بشكل أكبر بحيث نتمكن من خلال العمل معا من جلب المزيد من السلام والهدوء والاستقرار والصداقة والتقدم للبلدين.
وخلال لقائه مع الجالبة الإيرانية في أرمينيا حيث شدد الرئيس "بزشكيان" على أن الانعزال لا يؤدي إلا إلى التخلف عن ركب الحضارة والتقدم؛ لافتا إلى أن التاريخ أثبت أن الشعوب التي كسرت القيود وانفتحت على الآخرين وتبادلت القدرات والإنجازات استطاعت تحقيق النمو والازدهار، فيما فشلت الحضارات التي لم تستطع التواصل والتفاعل مع الآخرين في مواصلة التقدم.
وأكد رئيس الجمهورية على ضرورة تطوير العلاقات أولا مع الجيران والدول القريبة، ثم مع جميع دول العالم؛ معتبرا أن التقدم الحقيقي يتحقق عبر تبادل الخبرات والقدرات والإنجازات مع الآخرين.
وأشار إلى أن النهضة العلمية في العصر الراهن ليست نتيجة جهود شعب أو دولة واحدة بل هي ثمرة التفاعل بين الشعوب والأمم المختلفة؛ مشددا على ضرورة تحديث وتعزيز العلاقات التاريخية العريقة بين الشعب الإيراني وجيرانه بما يعود بالنفع المشترك على الجميع.
ووصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان یوم الإثنين، إلى يريفان، وذلك تلبية لدعوة رسمية من رئيس وزراء أرمينيا، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء ووزير الخارجية الارمينيين. والتقي الرئيس بزشكيان خلال هذه الزيارة، بعد الاستقبال الرسمي، رئيس الوزراء ورئيس أرمينيا، وجري محادثات، وتم توقيع عدد من وثائق التعاون بين مسؤولي البلدين.
وقال رئيس الجمهورية خلال تصريحاته في مطار مهر آباد بطهران قبيل مغادرته إلى أرمينيا وبيلاروسيا: "هذه الرحلة استمرار لرحلاتنا مع الدول المجاورة كأولوية. وبطبيعة الحال، بناءً على السياسات العامة ورأي سماحة القائد، فإن جيراننا أولوية لبناء وتطوير العلاقات".
انتهی/*