إيصال نيوز/ وصرح علي لاريجاني بأن اليوم الأول من الحرب شهد مفاجأة عسكرية لإيران، إذ شن الكيان الصهيوني هجوما مركزا على مواقع إيرانية، حيث كانت موازين القوى تميل بنسبة 60% لصالح "إسرائيل" مقابل 40% لإيران.
وأشار "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في اليوم الثالث أن "تغيير النظام الإيراني قد يكون نتيجة محتملة لهذه العملية العسكرية".
تغير المعادلة في اليوم الرابع
وأضاف لاريجاني "لكن في اليوم الرابع، "تغير نمط الضربات الإيرانية"، ما أدى إلى تأثير نوعي ومفاجئ على الأرض، واضحا أن هذا اليوم شهد محاولات جدية من قبل واشنطن وتل أبيب لإحداث "تحول سياسي داخل إيران" بوسائل عسكرية ونفسية متزامنة بينما عقدت قادة مجموعة السبع اجتماعا طارئا لدعم "إسرائيل"، وأعلنت فرنسا استعدادها للدفاع عن تل أبيب، كما أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على أن "إيران لن تنتصر في هذه الحرب و تحدث نتنياهو عن فكرة جديدة وقال إن استهداف قائد الثورة الاسلامية لن يزيد التوتر بل سيُنهيه، أي أن فكرة اغتيال قائد الثورة بدأت تتردد في تصريحات ترامب ونتنياهو منذ ذلك اليوم."
تلاحم الشعب وإخفاق الرهان على الانقسام الداخلي
وإكتشفا أمريكا و"إسرائيل" عن موعد ومكان انعقاد اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بحضور قادة السلطات الثلاث، وكان يخطط لاستهداف الاجتماع وتدميره كاملا بقصف مباشر..و بذلك راهنتا على انهيار التماسك الشعبي في الداخل الإيراني، متوقعتين تفككا لبلادنا، لكن النتيجة جاءت عكسية، حيث توحد الإيرانيون بمختلف أطيافهم خلف النظام وقيادته لأن الشعب الإيراني شعب عريق له حضارة تمتد آلاف السنين، ولم يأخذوا في الاعتبار هذا التماسك ولم يفهموه."
وأردف لاريجاني "ترامب وعصابته لم يدركوا أن نسيج الشعب الإيراني يختلف عن نسيج الكيان الصهيوني وشعبه، فهناك يجتمع أناس من دول مختلفة فقط لأنهم يهود، أما في إيران، فقد توحد الإيرانيون من مختلف الأعراق، وهذا ما لم يفكر فيه ترامب وعصابته."
وتابع: "بعد الضربات التي وجهتها إيران، تشكلت طوابير طويلة هناك للعودة إلى بلادهم الاصلية، بينما في إيران لم يحدث شيء من هذا القبيل، الجميع كانوا صفا واحدا.
وأشار لاريجاني إلى التصورات الخاطئة لإسرائيل وأميركا عن إيران، قائلا"توقعوا أن يبتعد الشعب بسرعة عن النظام، لكن الشعب أثبت لهم أنهم مخطئون.
خلال الحرب، ألقى قائد الثورة الاسلامية خطابا صفع ترامب، وكانت نقطة تحول في الحرب. وقد قال قائد الثورة الاسلامية: 'أنتم لا تعرفون إيران، إيران لن تستسلم'، وهذا ما اعترف به الآخرون لاحقا."
وتابع: "ترامب قال: 'ربما لن نهاجم إيران، يكفي أن يتصلوا بنا حتى لا نهاجم ويستسلموا.' لماذا قال هذا؟ لأنه اعتقد أن الأوضاع في إيران ستنهار ويمكن إجبارها على الاستسلام."
وأضاف: "أرادوا تدمير إيران بالكامل في ستة أيام، وفي اليوم السادس، زادت الدمار والضربات الصاروخية الإيرانية بشكل كبير."
رد إيران ومأزق أمريكي-إسرائيلي بهزيمة وانهيار "الهيبة"
ونقل لاريجاني عن صحيفة "الغارديان" تقريرا أكدت فيه أن النظام في إيران أكثر متانة مما تصورته أمريكا و"إسرائيل".
وتابع: "في اليوم العاشر من الحرب المفروضة أصدر ترامب أوامر بضرب فوردو وأصفهان ونطنز، وإدعى وزير الدفاع الأميركي في مقابلة وقال 'دمرنا كل المنشآت النووية الإيرانية ، والآن يجب أن نقرر إنهاء الحرب.'"
وأشار لاريجاني إلى أن "أحد الضباط الإسرائيليين قال في ذلك اليوم عن الدمار في الكيان الإسرائيلي: 'عندما أرى هذه المشاهد، أشعر وكأنني في بيت حانون أو خان يونس.' المناطق التي تعرضت للصواريخ في إسرائيل أصبحت كساحة معركة."
وأضاف: "ترامب أعلن في البداية أنه سينتظر أسبوعين ليرى النتيجة في إيران، لكن ذلك كان خدعة منه، فهاجمنا بعد يومين، لكن العدو مني بالهزيمة في هذه المعركة."
وأكد مستشار قائد الثورة أن الأعداء حاولوا زعزعة النظام عبر عمليات نفسية لكنهم فشلوا... الشعب خرج لدعم النظام.. في البداية كانوا يتحدثون عن نهاية إيران،والآن فان أميركا و"إسرائيل" هم يبحثون عن إنهاء الحرب."
وتطرق مستشار قائد الثورة الإسلامية إلى سياسات الكيان الصهيوني، قائلا "إسرائيل" تحلم منذ سنوات بتقسيم إيران، وتعتقد أنه طالما هناك وجود لإيران بهذا الحجم، فلن يُنظر إلي اسرائيل ولن تؤخذ بعين الاعتبار."
واضاف "ترامب يتحدث بغباء! حتى ملامحه توحي بالغباء... و"إسرائيل" لا تعود بسهولة إلى الأماكن التي تكون فيها في موقف ضعيف أو منهار... نعم، قد يعودون مثل ذئب جريح، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، لأنهم إذا عادوا هذه المرة، فسيتعرضون لهزيمة أكبر، لأننا لم نكشف بعد عن كل إمكانياتنا، وهم يعرفون ذلك..."إسرائيل واجهت العديد من المشاكل وأزمة سياسية، بينما زاد التلاحم السياسي في إيران"، مؤ كدا على "أن خسائرهم البشرية ليست قليلة، وهم يخفونها. كانوا يريدون بناء مدينة يهودية فاضلة، لكنهم الآن يواجهون بلداً دائماً في حالة حرب."
مراجعة استراتيجية: لا مفاوضات ولا تعاون مع الوكالة الذرية
وقال لاريجاني "يجب على إيران إعادة النظر في موضوعين: المفاوضات والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدا على أن "مفاوضات أميركا كانت فقط لخداع إيران قبل الهجوم، و"إسرائيل" هاجمت بتنسيق كامل مع أميركا...و دول الترويكا الأوروبية وقفت خلف إسرائيل خلال الحرب الأخيرة ولم تفعل شيئا لإيران."
وانتقد مستشار قائد الثورة الإسلامية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا "الوكالة لم تفِ بالتزاماتها تجاهنا..والصين وروسيا أدركتا أن قوة أمريكا تضعف. "
وشدد لاريجاني في قوله "إذا عادت "إسرائيل" مجددا، فستتعرض لهزيمة أكبر... إيران لم تكشف بعد عن كل إمكانياتها، وهم يعرفون ذلك. خسائرهم ليست قليلة، لكنهم يخفونها، مؤكدا على أن "الوضع الاجتماعي في إيران أجبر "إسرائيل" على تغيير أهدافها، لكنها لم تحقق النتيجة المرجوة."
وختم كلامه "أعتقد أن إيران في ذروة شعبيتها في المنطقة، لأنها الوحيدة التي وقفت في وجه الكيان الصهيوني. لا أريد ذكر أسماء، لكن العديد من القادة العرب اتصلوا وقالوا: 'ندعو الله أن تنتصروا و أنا أستبعد أن يعودوا بهذه السهولة، لكن إيران يجب أن تبقى مستعدة دائما، وهي الآن تعزز استعداداتها وتقوي نفسها."
انتهی/*