دعا مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، المجتمع الدولي إلى محاسبة الكيان الصهيوني على الجرائم التي يرتكبها في فلسطين ولبنان.
غريب آبادي يدعو المجتمع الدولي لمحاسبة الكيان الصهيوني
13 May 2025 ساعة 15:44
دعا مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، المجتمع الدولي إلى محاسبة الكيان الصهيوني على الجرائم التي يرتكبها في فلسطين ولبنان.
إيصال نيوز/ وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن غريب آبادي ألقى كلمة خلال الجلسة الرابعة لمنتدى أمناء المظالم في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، والذي عُقد في طهران اليوم الثلاثاء،
وفي مستهل كلمته، رحب غريب آبادي بحرارة بالحضور من المفكرين ورواد العدالة والشفافية في العالم الإسلامي، معتبرا أن هذا الاجتماع يُجسّد العزم المشترك على تحقيق الحكم العادل، والوحدة الإسلامية، والدفاع عن حقوق المظلومين.
كما أعرب عن شكره للجهود التي بُذلت في تنظيم المؤتمر. وأكد أن مكتب أمناء المظالم، بوصفه مؤسسة رقابية مستقلة، يلعب دورا فريدا في ضمان احترام حقوق الإنسان، مكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية في العمل الحكومي، مشيرا إلى أن هذا الدور يصبح أكثر أهمية في العالم الإسلامي حيث تتداخل القيم الدينية مع الشؤون العامة، مما يضاعف من مسؤولية هذه المؤسسات في ترسيخ الأخلاق الإسلامية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأضاف أن هذه الهيئات تسهم في تعزيز الحوكمة الرشيدة، ومساءلة الحكومات، وصون حقوق المواطنين، مشددا على أن العالم يواجه اليوم تحديات معقدة مثل التمييز، وانتهاك الحقوق، ما يستوجب تقوية المؤسسات الرقابية لخلق بيئة قائمة على الشفافية والمساءلة والعدالة.
وأشار غريب آبادي إلى التزام الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم بالقيم الإسلامية المشتركة، مؤكدا أن العدالة واحترام حقوق الإنسان ركيزتان أساسيتان في أي نظام حكم مستند إلى المبادئ الإسلامية، وأن تعزيز مؤسسات الرقابة المستقلة مثل "أمناء المظالم" يُعد من أهم أدوات تجسيد العدالة، لا سيما في المجتمعات الإسلامية.
ودعا غريب آبادي إلى تبادل الخبرات بين هيئات "أمناء المظالم" في الدول الإسلامية، معلنا استعداد إيران لنقل تجاربها في تعزيز المؤسسات الرقابية والدفاع عن حقوق المواطنين.
واعتبر أن التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في هذا المجال من شأنه رفع جودة الخدمات الحكومية وتعزيز المساءلة. واقترح إنشاء شبكة مشتركة لـ"أمناء المظالم" الدول الإسلامية، بهدف تبادل المعلومات والتجارب، خاصة في مجالي مكافحة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وتابع قائلاً: "اليوم، ومع مواجهة الدول الإسلامية لعدد من التحديات، يمكن لـ"أمناء المظالم" أن يكونوا أداة فعالة ومستقلة في معالجة شكاوى المواطنين، ومراقبة أداء الهيئات الحكومية، وصون الحقوق العامة".
وأكد أن الشفافية والمساءلة أصبحتا من متطلبات التنمية في العصر الحديث، وأن "أمناء المظالم" بإمكانهم لعب دور حيوي في تعزيز ثقة الجمهور بالمؤسسات، من خلال فتح قنوات تواصل بين الناس والدولة، ومنع الانتهاكات المحتملة، وزيادة المشاركة المجتمعية.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع يُعد فرصة ثمينة للبحث عن حلول مبتكرة لتقوية المؤسسات الرقابية، بما يعزز الحكم الرشيد، ويدعم حقوق الإنسان، ويُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد التزام إيران الثابت بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان المستندة إلى القيم الدينية والثقافية، مشددًا على أن "أمناء المظالم"، بالاعتماد على مبادئ الإنصاف والمساواة والأمانة، يمكنهم توفير آليات فعالة لمكافحة الفساد وضمان الحقوق العامة.
وفي ختام كلمته، أكد على ضرورة وحدة العالم الإسلامي أكثر من أي وقت مضى، داعيا إلى استغلال طاقات "أمناء المظالم" لتحقيق مزيد من التنسيق بين الدول الإسلامية، لمواجهة التحديات برؤية موحدة. كما أشار إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والرقمية لتوسيع نطاق العدالة، مقترحا إطلاق منصات شكاوى إلكترونية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لرصد حالات الفساد بشكل أسرع.
وفي سياق آخر، دان غريب آبادي بشدة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، خاصة في فلسطين ولبنان، مؤكدا أن المجازر، و جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها هذا الكيان تستوجب محاسبة دولية عاجلة، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم الجناة للعدالة.
واختتم كلمته مستشهدًا بالآية الكريمة: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ" (سورة النحل، الآية 90)، مؤكدا أن العدل والإحسان مبدآن أساسيان في العلاقات الإنسانية والحكم، وأن هذا الاجتماع يشكل فرصة للعمل الجماعي لترجمة هذه المبادئ إلى خطوات ملموسة.
انتهی/*
رقم: 45862